لقيت نفسي بسرح مع المزيكا وأصوات المطربين اللي كانوا علامات أيقونية فارقة في جيلي وجوايا حنين بيعصر قلبي وبيفتته
الطريق من شوبان إلى جامعة الإسكندرية
(بقلم: ماجي)
![]() |
الإسكندرية |
دي بلاي ليست تم
اختيارها من تطبيق المزيكا اللي بستخدمه واللي كانت related لأغنية جت
بالصدفة من اقتراح صديق عزيز، وبعدها توالت الأغاني اللي رجعتني في ثواني لطفلة
ومراهقة خاوية الرأس خالية البال من أي هموم باستثناء هم مذاكرة الدراسات
الإجتماعية واللي كنت بكرهها كأنها مرات بابا..
لقيت نفسي بسرح
مع المزيكا وأصوات المطربين اللي كانوا علامات أيقونية فارقة في جيلي وجوايا حنين
بيعصر قلبي وبيفتته وأنا بسأل نفسي هو أنا كبرت إمتى؟!
إمتى بقيت حد
"المفروض" إنه عاقل وعليه مسؤوليات وعنده مشاكل وهموم؟!
ده أنا لما
المدرسة سألتني وأنا في أولى ابتدائي عاوزة تبقي إيه لما تكبري قلت لها ومين قال
أني عاوزة أكبر أصلا..
أنا لسه لحد اول
امبارح كنت بتخانق مع اخواتي على اختيار فيلم الفيديو اللي هنأجره علشان نسهر عليه
وبنتخانق مين هيلعب بالأتاري الأول وبقفش اختي وهي بتاكل السكر بالمعلقة وبهددها
إني هقول لماما..
لسه كنت فرحانة
بشنطة المدرسة الجديدة وبحطها جنب اليونيفورم والجزمة والشراب الجداد وبزن وبقول
لماما أنا مش هعمل ضفاير وياللا ننزل اقص شعري أنا مش عاوزاه طويل..
إمتى كبرنا
وشيلنا هموم بلد بتتفنن تقتلنا بالبطيء وتقتل جوانا أي رغبة في الحياة؟!
إمتى الشعر شاب
من اللي شوفناه وعدى علينا وإمتى بقيت أربعينية؟!
ده انا لسه كنت
بلعب سيجا وبلي وبنط الحبل وبشرب بست اللي فاتحاه بالعكس ف إمتى تم استبدال ده
بكيس الأدوية وكوباية القهوة وهم الأسعار والمصاريف وإلحقي جنازة فلان وفرح بنت
علان؟!
إمتى بدل ما
بتخبى ورا ماما وبابا وبلاقي أمان الدنيا كله في حضنهم بقيت أنا
"الكبار" اللي المفروض يتخبى فيهم أطفال العيلة؟! هو أصلا إمتى العيلة
بقى فيها أطفال غيري أنا وإخواتي؟!
كنت زمان بستغرب
ليه ماما عينيها بتدمع مع أغنية ما أو تتنهد لو عدينا من مكان ما وكأنها موجوعة من
حنينها لكل اللي كان واقول ما دلوقتي أحسن والوضع أفضل..
لكن حاليا لما
بلاقي نفسي بتوجع بقهر من كل اللي بيحصل حوالينا وفينا وإحساس العجز والإحباط
واليأس هو المسيطر فتيجي أغنية من بلاي ليست بالصدفة تثير أوجاع أشد ومؤلمة أكتر
بعذرها أوي وبقول لها في سري حقك عليا..
فهمت متأخر إن
الأغنية مؤلمة أكتر لأنها ببساطة بتفكرني إن مذاكرة الدراسات الإجتماعية وخناقة
فيلم الفيديو والأتاري والضفيرة كانوا النعيم المقيم اللي لا عمره هيرجع ولا هعرف
أعيشه تاني لأن الحقيقة إن اللي كانوا جزء كبير من سبب وجوده مشيوا من سنين
وسابوني وراهم أحاول أمثل إني زيهم وإني "كبيرة" وأحاول أعمل لولاد أختي
حاجة مشابهة للي هم عيشوني فيه يمكن من خلالهم اقدر اهدي الذعر والرعب اللي جوايا
وأحس بنوع من الأمان الدافي اللي كان بيحتويني زمان واللي يمكن لو عملته ليهم
ماتجيش أغنية في بلاي ليست بالصدفة تصحي فيا كل الحنين المؤلم ده..
متخيل إن كل الرغي ده بصدعك بيه يا صاحبي علشان سمعت أغنية؟!
اقرأ أيضا
صراع العقل والقلب: لماذا لا يجب أن تعود إلى ما تركته بالمنطق؟!
COMMENTS