سهيل بن عمرو | فصيح قريش الذي دافع عن الإسلام أياما

خطيب قريش وأفصح رجالها لسانا... قصته من عداء الإسلام، مرورا بتمثيله لقريش أثناء صلح الحديبية، وانتهاء بموقفه العظيم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم... إنه سهيل بن عمرو

سهيل بن عمرو | فصيح قريش الذي دافع عن الإسلام أياما

سهيل بن عمرو

كتب - محمد جمال الدين

أبو يزيد

هو سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي؛ كان من أشراف قريش، وأفصحهم لسانا.

قاتل سُهيل في غزوة بدر، وأسره المسلمون.. حينها قال عُمَر بن الخطاب رضى الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

دعني انتزع ثنيتيه؛ حتى لايقوم عليك خطيبا بعد اليوم

فأجابه الرسول:

دعه يا عُمر؛ لعله يقف موقفا يسر المسلمين جميعا

 

صلح الحديبية

عندما هَمَّ الرسول بأداء العُمرَة في العام السادس الهجري؛ منعته قُرَيْش من أدائها، فأرسلوا سُهَيل إلى رسول الله للاتفاق على شروط الصُلْح..

دعا رسول الله عليَّا بن أبي طالب رضى الله عنه؛ ليكتب صيغة الاتفاق، وقال اكتب (بسم الله الرحمن الرحيم)، فرد سُهيل لا أعرف هذا، ولكن اكتب (باسمك اللهم).. فكتبها علي..

اقرأ أيضا: عمرو بن العاص | من رحلة الحبشة إلى فتح مصر

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب (هذا ما صَالَح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو).. فرفضها سهيل أيضا، وقال لرسول الله: أني لو شهدت أنك رسول الله ما قاتلتك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي بن أبي طالب اكتب (هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيلا بن عمرو).

إسلام سهيل بن عمرو

أسلم سُهيل يوم فتح مكة؛ بعد أن أمَّنَه رسول الله صلى الله عليه وسلم على حياته.. ولقد حسن إسلامه؛ فكان يجهش بالبكاء عند سماع القرآن، وكان كثيرالصوم والصلاة.

خرج بعد إسلامه مع المسلمين إلى غزوة حنين.. أعطاه النبي يومها مائة ناقة من غنائم الغزوة في المؤلفة قلوبهم.

موقف عظيم

يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وقف سهيل موقفا عظيما حينما بدأ المسلمون في الاختلاف والارتداد عن الإسلام.

وقف فيهم خطيبا؛ وقال:

يا معشر قريش؛ لا تكونوا آخر من أسلم، وأول من ارتد.. والله إن هذا الدين ليمتد امتداد الشمس والقمر من طلوعهما إلى مغربهما

اقرأ أيضا: خالد بن الوليد | حكاية سيف الله المسلول

وقد أثرت خطبته العظيمة هذه في المسلمين؛ فثبتوا على إسلامهم.

 وفاته

خرج سهيل بأهل بيته إلى الشام مجاهدا، ويُقال أنه استشهد في اليرموك أثناء خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أو مات شهيدا بطاعون عَمْواس في العام الثامن عشر الهجري.