كل واحد فينا حكايته وتجربته متفردة ومختلفة وعظيمة بكل اللي عدى فيها من فرح وحزن وتعب وقوة ونجاح وإخفاق وأمل وإحباط وسعي ووصول وفقد ولقاء..

أشخاص مروا من هنا يوما: شكرا

 (ماجي)

أشخاص مروا من هنا

"تجربة استثنائية لحياة ظننتها يوما عادية"

 

اتكلمت في الحلقة الأولى عن البداية، والأثر، ومشكلة الإفراط في العلاقات.. تعالوا بأة أحكيلكم عن التفريط..

التفريط

الفي اللحظة دي يا صديقي بتكون أدركت الشق التاني من المبدأ؛ وهو "التفريط"..

تفريطك في حقك إنك تلاقي مردود ومقابل وتقدير للمَنْح اللي بتقدمه..

تفريطك في حقك إنك تشعر إنك على قدم المساواة مع الطرف الآخر، وإنك زي ما بتقدم وتدي لازم كمان تتقدّر وتاخد منه بالشكل اللي يجدد طاقة العطاء اللي عندك ويخليها فعلا لا تفنى..

تفريطك في حقوق الآخرين لما كنت بتقابل عطاءهم ليك على إنه واجب عليهم لأن احنا مش طول الوقت حلوين ومتفانيين والناس هي اللي وحشة واحنا بسمسم..

عملية تفريط مرعبة..

نزيف مستمر بتتنازل بيه عن حقك وبتدوس بيه على حقوق غيرك وده بقى اللي يخليني أسألك سؤال مهم:

ده كله كان غلط مين؟!

هل الطرف الآخر هو اللي هددك بمطوة في جنبك وقاللك لازم تُفرِط في المنح وتفرّط في حقك؟!

ولا انت اللي من البداية كنت شغال يا ما شاء الله إفراط وتفريط إيڤري وير؟!

وبتكون صدمتك لما بتتفاجئ إن الطرف التاني مش مقدر اللي انت بتعمله ومش عارف يجاريك لأن ببساطة هو مش منتظر منك أصلا كل ده بس بما إنك بتعمله فقشطة هو مش هيعترض.

 

عدم التقدير

عدم التقدير هو اللهو الخفي لكل المواقف اللي بتمر علينا..

عدم تقدير صحيح مننا للكم اللي بنقدمه للطرف الآخر..

عدم تقدير من الآخرين لعطائك..

عدم تقدير متبادل طول الوقت..

مديرك مش بيقدر مجهودك بالشكل المعنوي والمادي الكافي..

أهلك مش مقدرين إزاي بتحاول ترضيهم بدون ماتخسر أحلامك..

جوزك كان مش بيقدر مجهودك لإرضائه ولقيامك بأعباء بيتك وولادك وشغلك..

خطيبتك أو مراتك مش مقدرة حبك ومشاعرك وإنك بتنحت في الصخر علشان حياتكم سوا..

ولادك مش مقدرين غربتك وتعبك علشان توفر لهم حياة كريمة..

أصدقاءك مش مقدرين اهتمامك بيهم وخوفك عليهم وخوفك من خسارتهم..

موهبتك اللي بتعمل المستحيل علشان تثبت نجاحك فيها لكن بدون تقدير حقيقي لمجهودك  فيها..

أنا مش عالمة نفس ولا حتى أفهم حاجة ف علم النفس، لكن أنا ببساطة شبهك وزيك ياصديقي.. مجرد حد عادي حاول يفهم ويتعلم م المواقف والأشخاص اللي مرت ف حياته علشان أقدر أواجه نفسي بالقصور اللي فيها، وأحاول أصححه علشان أقدر أكمل علشان أواجه مواقف وناس جديدة بدون الشحتفة ووجع القلب بتوع زمان.

أكيد هيكون فيه وجع، لكن هكون اتعلمت إزاي أعديه من غير انهيارات أرضية وطوفان من الدموع وجَلد للذات وتحامُل على الطرف الآخر، اللي بالمناسبة اعترافي بنصيبي من الخطأ في العلاقة والتعامل لا ينفي عنه نصيبه هو كمان من الخطأ ولا يبرره ولا يعفيه من مسئوليته.

أنا ناوية أحكي عن ناس عدت في حياتي وكان لها أثر عظيم في تكوين خبرتي وفي النضج اللي وصلتله ده لو كنت وصلتله أساسا..

42 سنة

أنا كملت 42 سنة.. شوفت فيهم حاجات كتير.. بس اللي شوفته لا هو أصعب الابتلاءات والكوارث، ولا هو النعيم المقيم..

أنا شوفت قدَري اللي ربنا كتبه وشوفت اختياراتي ونتائجها..

لا شوفت أزيد منك ولا شوفت أقل من حد.

كل واحد فينا حكايته وتجربته متفردة ومختلفة وعظيمة بكل اللي عدى فيها من فرح وحزن وتعب وقوة ونجاح وإخفاق وأمل وإحباط وسعي ووصول وفقد ولقاء..

وبكل شخص مر فيها حتى لو كان مجرد مرور عابر..

علشان كدة أنا هختم كلامي الكتير أوي ده بالشكر..

شكرا لكل شخص مر في حياتي..

شكرا لكل واحد ساب أثر حلو وراه قبل ما يمشي..

شكرا لكل واحد ساب علامة سيئة بمروره العابث في حياتي..

شكرا لكل حد لسه موجود معايا رغم صعوبة التواجد بقربي..

شكرا لكل حد عدى بهدوء ونعومة، ولكل حد كان مروره عاصف زي نوات شتاء الإسكندرية..

وألف رحمة ونور على كل حد مر في حياتي وسبقني للقاء الله..

شكرا للي سند وقت الانهيار..

شكرا للي طبطب وقت الوجع..

شكرا للي شجع وقت الإحباط..

شكرا للي اتمسك وقت ما كله ساب..

شكرا للي بعد وفضّى للأحسن مكان..

وشكرا للي صدق وقت ما أنا كفرت بنفسي..

وشكرا لك ياصديقي ولمرارتك لاحتمالك كل الرغي دة.

 

إلى لقاء في الحلقة القادمة

اقرأ أيضا

كيف حالك؟! (نور شريف)