كل شعور جديد يحمل معه اختلافا، ومعك عامَلَتْني الحياة كطِفْلَة لها حق الاحتضان والدلال لأول مرة
أُحبُّكَ | نور شريف
أحبك |
أعرف تماماً كيف
يكون الحب!!
كيف تتحول معه
كل ليالي الألم القاتمة إلى أيام برَّاقة!!
كيف أسير باتجاه
الموْج ولا أُبالي إن كانت سفينتي مرساها أنت!!
أعرف كيف أعزف
لك من آهات الألم السابقة أنشودة عشق لا تنتهي..
وكيف أُلَملِم
صقيعَ لياليك الخاويات من قلبك، وأحوِّلها إلى دفء..
وكيف أحول
الأشواك زهورا، وصعوبات القدر طريقاً مُمَهَّدا نسلكه معا!!
عزيزي فلان
شيء ما فيك يبدو
مختلفا لا مثيل له يَهَبُ الأمان، وهذا ما افتقدته بشدة..
كل شعور جديد
يحمل معه اختلافا، ومعك عامَلَتْني الحياة كطِفْلَة لها حق الاحتضان والدلال لأول
مرة، بعد أعوام من لعب دور البطولة كأم بديلة قسرا، حتى لِمَن هم أكبر مني سنا..
هناك سجنت كل ما
تبقَّى منِّي في دور النهر الحنون الذي يغسل الخطايا.. يتحمّل العثرات والآلام
ويغفر بلا حدود.. يطعم الجميع فتات قلبه بينما هو يتضوَّر جوعا..
ظننت أن الحياة
كلها هكذا، حتى وصلتني مشاعرك كابتسامة مُفاجئة وسط نوبة حزن طويلة.. كضوء بدر بعد
ليال مظلمة بلا نهاية.
أتعجب كيف تتحمل
تلك الطفلة الكبيرة التي لم يرَ أحد قلبها كما رأيته أنت؟!
كيف
تتجاوز نوبات بكائها وتهبها طمأنينة بلا حدود؟!!
تحكي لك قصصها
الغير مترابطة فتُنصِت لها باهتمام، وكلما عادت معك للحديث عن الماضي أخبرتها أن
هذا قد مضى، وأنك الآن هنا معها.
تغار هي، فتحتوي
أنت..
تثور لأتفه
الأسباب، فتُبَرِّد قلبها بحلو التصرُّف..
كلما تعثَّرَت
في خُطوة وجدتك أمامها تُخبرُها أن لا وقت للتوقف، وأنها البداية..
تغوص في عينيك
بثقة مُشوهة تحمل خطايا الراحلين وكثير من الخجل..
تُعلِّق على
صدرك ياء الملكية..
تدُلٌّك على طُرُقِها
المُقفَلة وسراديبها المظلمة..
معك فقط تكون
تلك الطفلة التي افتقدَتْها كثيرا.
عزيزي فلان
أملٌ في عينيك
محسوس، مُغلَّف بحديث طويل صامت، يَحمِل بين جنباتِه الثقة، والكثير الكثير من السُّكَّر
المنثور بين ضحكاتكَ التي لا مثيل لها..
أخبرتُكَ ذات
يوم أن لا شيء أشد فتنة على قلبي هذا من عينيك، إلا رجفة صوتك كلما قلت لي
"أحبكِ"، وها أنا أخبرك أنك لست وحدك تفعل..
فأنا أيضا "أحبكَ".
COMMENTS