في كتابه الأشهر (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) كانت رؤية "فوكوياما" أن التاريخ سينتهي بسيطرة أمريكا على العالم كقوة عُظمى وحيدة
نهاية التاريخ | جذور الصراعات الأمريكية طبقا لرؤية فرانسيس فوكوياما
نهاية التاريخ والإنسان الأخير
حتى نعرف مستقبل الصراع الصيني الأمريكي، أو
باقي الصراعات الأمريكية المباشرة مع أي قوة في العالم؛ يجب أن نأخذ جولة قصيرة مع
"فرانسيس فوكوياما"؛ الكاتب والفيلسوف والعالِم والمُنظِّر السياسي
الأمريكي الشهير".
يُعتبَر "فرانسيس فوكوياما" واحدا من
النُخَب التي بُنِيَت على نظرياتهم وأفكارهم السياسة الأمريكية في العقود الأخيرة..
في كتابه الأشهر (نهاية التاريخ والإنسان
الأخير) كانت رؤية "فوكوياما" أن التاريخ سينتهي بسيطرة أمريكا على العالم
كقوة عُظمى وحيدة؛ الشيء الذي سيُغلق مجال كل الصراعات بين البشر.. وبالتالي لن توجد أي قوة يمكن أن تقارب قوة الولايات
المتحدة الأمريكية، أو تنافسها في سيطرتها على العالم.
في نفس الوقت ستلتزم الولايات المتحدة الأمريكية
بالبقاء منفردة على قمة شعوب وأُمَم الكوكب؛ وستمنع أي قوة من الاقتراب من مكانتها
مهما كان الثمن.
السيد الأخير
التفوق الأمريكي المُحافَظ عليه سيضمن أن ينتهي
التاريخ تحت ظل أو حُكْم سيِّد أبدي للعالم؛ هو الحاكم والمحكمة والشُرطي.. والعالم
كله سيكون تابعا لهذا السيد بدرجات متفاوتة.
هذا الوضع سيمنع كل أشكال الصراعات تقريبا (إلا
الصراعات المُقرّرة بواسطة السيد)، وسيمنع التنافس من أجل التواجد على القمة،
وبالتالي سينتهي التاريخ الإنساني الذي كانت حركته قائمة باستمرار على الصراع الدائم
بين الحضارات المختلفة.. وبانتهاء التاريخ؛ سينتهي الإنسان بتركيبته البشرية التقليدية
القديمة؛ لأن الإنسان سيُصبح مجرد آلة تتحكَّم فيها القوة العُظمَى بكل مؤسساتها،
وتُخضِعها لأنظمة الهندسة الاجتماعية والبشرية والسياسية.
ستُحدِّد القوة العُظمى للإنسان قِيَمه وحياته
ومصيره وصفاته البيولوجية، وستتحكم في كل شيء داخل كيانه.
نتائج كارثية لكنها حتمية
وبالرغم من كارثية النتائج على الإنسان مثلما
توقع "فوكوياما" في كتابه؛ لكنه في النهاية يقبلها لأنها نتائج حتمية لا سبيل لتفاديها.
إن الرغبة الأمريكية في الاحتفاظ بالتفوق المُطلق
الذي حققته بعد الحرب الباردة، يُشكِّل الإسلام الخطر القائم بالنسبة له حاليا، مع
خطر صعود الصين (المُرتَّب له منذ زمن).
الخلاصة
إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقبل بمنافسة
من أي نوع وشكل حتى لا يُزاحمها أحد كقطب أوحد للعالم، ولديها الاستعداد لأن تشعل
نيرانا مستعرة تغمر كل أرجاء الكوكب كله لو شعرت – مجرد شعور - أنها تفقد هذه المكانة.
اقرأ أيضا: منتدى الشرق الأوسط وأهدافه
COMMENTS