كيف عشنا كأبطال هوليوود، عندما قرأنا سلسلة ملف المستقبل قديما؟
ملف المستقبل | عندما عشنا مغامرات الخيال العلمي في أيام الطفولة الأولى
في الماضي كنا نقرأ مجموعة من سلاسل الروايات تُسمّى "روايات مصرية
للجيب"، وكان من ضمن هذه السلاسل، سلسلة مغامرات الخيال العلمي "ملف
المستقبل".
أبطال هذه السلسلة كانوا فريقا أمنيا علميا، يواجه تحديات ومغامرات،
توقّع المؤلف د. نبيل فاروق أنها من الممكن أن تحدث يوما ما في المستقبل.
هذا الفريق كان يتكون من :
نور الدين محمود.. ضابط مخابرات
رمزي.. خبير نفسي
سلوى.. خبيرة صوتيات
محمود.. خبير الأشعة
ومع تطور المواجهات و مرور الزمن - في السلسلة - انضم لهم على مراحل :
أكرم.. مهندس وخبير أمني
نشوى.. خبيرة كمبيوتر
وغيرهم من الشخصيات التي لم تكمل كثيرا، فشاركوا في مغامرة أو اثنتين.
التحديات التي واجهها فريق نور كانت متنوعة وخطيرة..
وعلى مدار أعداد
السلسلة رأينا أبطالها يسافرون في كواكب أخرى مأهولة، وينتقلون عبر الزمن،
ويواجهون مخلوقات فضائية عاقلة، وأحيانا كانوا يواجهون عقولا أرضية شريرة، أو
كائنات من أبعاد أخرى أو أكوان موازية..
في واحدة من المغامرات التي خاضها فريق نور، كان الفريق في مهمة على كوكب
يُسمى "أرغوران".. هذا الكوكب يدور في مدار عجيب حول نجمين في مجرة بعيدة جدا..
هذه المهمة كانت تلخّص في المساعدة على تحرير شعب كوكب "أرغوران" من الاحتلال.
بعد نجاحهم في المهمة، وفي أثناء رحلة العودة انفجرت قنبلة زمنية كانت مزروعة وسط محركات مركبتهم الفضائية
(بالطبع معلوم بالضرورة أن هذه القنبلة كانت من وحي خيال الكاتب)..
بانفجار القنبلة الزمنية، ومع ظروف سفرهم الاستثنائية، اختفت كل معالم الفضاء التقليدية من حولهم..
أجهزة السفينة الفضائية لم تكن قادرة على قياس أي إحداثيات، أو تحديد تواريخ
وأزمنة معروفة..
محمود - خبير الأشعة - فهم فورا أنه ورفاقه قد انتقلوا للّامكان واللازمان.. لقد أصبحوا متواجدين في نهر الزمن بحسب وصف وتعبير محمود نفسه..
وإن صح وصفنا للشيء الذي يحيط بهم بالمكان، فهم كانوا في نفس
المكان الذي رأينا داخله "توم كوبر" أو "ماثيو ماكونهي" في نهاية الفيلم العظيم "interstellar"، الفيلم الذي أخرجه "كريستوفر نولان" بمساعدة
عالم الفلك الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 2017 "كيب ثورن".
في نهر الزمن كان باستطاعة الفريق رؤية الزمان كله، كما كان باستطاعتهم أن يتحركوا في المكان
كله، وهذا ما أدركه وفهمه محمود - خبير الأشعة - بحكم خبرته وطبيعة دراسته..
لقد ضحى محمود بوجوده المادي أو جسده في مشهد مذهل حتى ينقذ رفاقه،
فتحول لفيض من الطاقة السارية في كل زمان ومكان..
فعل هذا حتى يثبت لأكرم - الذي كان يتنمر عليه طوال الرحلة - أنه
رغم بنيته الجسدية الضعيفة إنسان قوي، وقادر على التضحية بحياته من أجل مَن يحبهم..
استكمل أفراد الفريق رحلتهم، وعادوا إلى الأرض من جديد..
لكن محمود استمر في التواجد من حولهم في كل مكان بشكل افتراضي..
لكن محمود استمر في التواجد من حولهم في كل مكان بشكل افتراضي..
وبخبرته، وكم المعلومات التي يمتلكها بحكم كونه حر الحركة في نهر الزمن أو
الزمكان، مساعدته للفريق لم تتوقف..
محمود كان يصل إليهم عن طريق الأفكار والأحلام وبعض الظواهر
الماوراء طبيعية.
وكان دائما العامل المهم في حسم صراعات كثيرة ومغامرات غامضة عاشوها وخاضوها بعد
ذلك، رغم أنه لم يكن كيانا ماديا ملموسا..
في سلسلة ملف المستقبل، أحدث د. نبيل فاروق طفرة كبيرة في أدب
الخيال العلمي في مصر والوطن العربي..
من الممكن أن تكون بعض أفكاره مقتبسة من أعمال أدبية وسينيمائية غربية، مثلما يقول البعض..
لكنّه بالتأكيد قدم الجديد لخيال القارئ العربي في سلسلة ملف المستقبل..
لقد جعلنا نبيل فاروق بلغته السلسة وتصويراته البسيطة للحقائق العلمية المعقدة وتطبيقاتها، نعِش تجارب أبطال "men in black" و"interstellar" و"gravity" و"the martian"، وغيرها من تحف هوليود الفنية.
COMMENTS