بدَأْت قصتي معها منذ عشرين عامًا، هي تلك البنت الصغيرة ذات العشر سنوات، وصاحبة الضفائر الطويلة والوجه البشوش الضاحك..
أول لقاء
(محمد جمال)
أول لقاء |
كانت تأتى لي
يوميًّا في منامي!
لا أدري من أين
جاءت..
مضت سنوات طويلة
على آخر لقاء جمعنا سويًّا، وكنَّا قد اتفقنا على الفِراق، وألّا نعود مرة أخرى..
بدَأْت قصتي
معها منذ عشرين عامًا، هي تلك البنت الصغيرة ذات العشر سنوات، وصاحبة الضفائر
الطويلة والوجه البشوش الضاحك..
البنت التي كانت
تلعب مع أقرانها الصغار في شارعنا الهادئ القديم.
يمتلئ الشارع
بالأطفال في العُطلة الصيفية، فتسنح الفرصة لللأمهات أن يجلسن أمام البيوت؛ يتحدثن
ويتسامرن لمطلع الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.
رأيتُها..
كانت هذه أول
مرة تقع عينَيَّ عليها، عندما رأيتها تقف مع بنات الجيران..
وجدت نفسي أُحَدق
النظر فيها.. لم أكن أدرك وقتها ماهية الشعور الذى أصابني، وجعلني مُتَصَلِّب
الفكر والجسد.
وقتها غمرني إحساس
جديد جميل لم أشعر به من قبل، كان يشبه فرحة ليلة العيد وأنا أحتضن ملابسي
الجديدة، أو كفرحة طفل وجد أمه بعد أن تاه في زحمة السوق.
لم أعد أكترث
بمن حولي، ولا أدري ما الذي أصابني؟!
انقضت الليلة
بسلام دون أن يلاحظ أحد شرودي، ثم رجعنا إلى بيوتنا.
لم أنم يومها
مباشرة إلا بعد أن أرهقني التفكير فيها طوال الليل.. فأنا أريد أن أعرف اسمها،
وأين يقع بيتها ومدرستها، وفي أي صف تدرس؟!
خرجت في اليوم
التالي في موعد اللعب مع أقراني، وأنا أُمَنِّي نفسي برؤيتها.. لكنني لم أرها!!
تسمَّرتُ مكاني، وأخذت أدور بعيني بحثًا عنها؛ حتى رأيتها قادمة بوجهها البشوش..
وابتسامتها الساحرة.
اقرأ أيضا:
COMMENTS