الفيلسوف الصيني كونفوشيوس يحل في المرتبة الخامسة في تصنيف العالم الأمريكي مايكل هارت.. التصنيف الذي وضع فيه أعظم مائة شخصية أثرت في التاريخ والبشرية.. في هذه التدوينة سنعرف لماذا وُضع كونفوشيوس في هذه المرتبة؟!
كونفوشيوس | حكيم صيني حل خامس العظماء في تصنيف مايكل هارت
 |
| الحكيم والفيلسوف الصيني "كونفوشيوس" |
كونفوشيوس هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يضمن كل الأفكار
الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي.. وقد ظلَّت أفكار كونفشيوس تتحكم في سلوك
الناس لأكثر من ألف سنة.
مشواره
وُلد كونفوشيوس عام 551 ق.م، ومات أبوه
وهو طفل.. فعاش في فقر شديد مع أمه..
عندما كبر؛ عمل موظفا في الحكومة، ثم اعتزل عمله، ومضى يتنقل بين
البلدان ليعظ الناس؛ إلى أن التفَّ حوله عدد كبير ممن آمن بأفكاره..
لما بلغ كونفوشيوس الخمسين من عمره عاد إلى عمله في الحكومة، ثُم طُرِدَ
بالمؤامرات من بعض الحاقدين، فمَضَى مُبَشِّرا متجولا ثلاثة عشر عاما، ثم عاد
لبلدته فأقام بها خمس سنوات، حتى توفي سنة 479 ق.م.
مذهب إنساني لا دين سماوي
كثيرا ما وُصِفَ كونفوشيوس بأنه أحد مؤسسي الديانات الكُبرى؛ ولكن
الأدق أنه جاء بمذهب إنساني، وليس دينا سماويا.. فهو لم يتحدث عن الله أو السماوات؛
بل كان مذهبه مُرَكَّزا على الحياة الخاصة والسلوك الاجتماعي والسياسي والحُب..
كان يدعو لحب الناس، وحُسن معاملتهم، والرقة في الحديث، والأدب في
الخطاب، ونظافة اليد واللسان..
وكان مذهبه يقوم على تقدير واحترام الأكبر سنا ومقاما، وعلى تقديس الأُسرة،
وطاعة الصغير للكبير والمرأة لزوجها، وكان يكره الطغيان والاستبداد.
يُؤمن مذهب كونفوشيوس أن الحكومة جاءت لخدمة الشعب، وليس العكس.. وأن
الحاكم يجب أن يكون ذو قِيَم أخلاقية ومُثُل عُلْيا.
كان مؤمنا أيضا بأن العصر الذهبي للإنسانية هو الماضي؛ فكان ذلك سببا
دفع معارضي مذهبه بعد وفاته بمئات السنين لحرق كتبه وتحريم تعاليمه؛ حيث رأوا فيها
انتكاسة للبشرية؛ لأن الشعوب يجب أن تنظر أمامها، على عكس دعوته.
عودة بعد الممات
ولكن مالبث أن عادت تعاليمه أقوى وأشمل؛ فانتشر تلامذته لينشروا هذا
المذهب الذي تَحَكَّم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرنا..
أما إيمان الصينيين به فيعود إلى أنه كان صادقا مخلصا، كما أنه كان
شخصا معتدلا وأفكاره عملية؛ وكان هذا يتفق مع المزاج الصيني؛ فكان فكره قريبا منهم،
وجعلهم يجدون أنفسهم في تعاليمه التي لم تدعُ إلى الثورة على حياتهم أو تغييرها؛
فظلت بذلك فلسفته أسيرة الصين ولم تتجاوزها إلى كوريا واليابان على سبيل المثال.
انحسرت فلسفة كونفوشيوس بعد انتشار
الشيوعية؛ فاتجهت الصين إلى المُستقبل بعد أن حقَّقت الكونفوشيوسية للصين أمنا وسلاما
داخليا دام لعشرين قرنٍ.
من مقولاته الخالدة
المرأة أبهج مافي الحياة
المُتَكَبِّر والبخيل، مهما كانت مزاياهما، لا يستحقان الاهتمام
يعترف الأب بابنه؛ سواء كان موهوبا، أو بلا موهبة
تُسلِّح عقلك بالعلم، خيرٌ من أن تُزَيِّن جسدك بالجواهر
COMMENTS